محاكاةً للموضة أو تقليداً واتباعاً للفنانات التركيات اتجهت اختيارات الشابات للملابس اتجاهاً غربياً ملحوظاً؛ يختلف عن العادات والتقاليد العربية المتوارثة منذ القدم، إلا أنه لازال هناك بعض الخطوط الحمراء والقيود؛ لم تتمكن الموضة ولا شاشات التلفاز من كسرها أو اختراقها، توجهنا بالسؤال إلى مجموعة من الشابات عن الخطوط الحمراء في ملابس كل منهنّ، وكانت إجاباتهنّ على النحو التالي:
بداية قالت ندى عبد الرحمن 21: «المجتمع من حولنا خصوصاً في السعودية يرفض ظهور أي جزء من جسد الفتاة؛ سواء كان جزءاً من يدها أم ساقها، فعلى الرغم من أنني فتاة غير محجبة أضطر للبس الملابس المحتشمة الشرعية في الشارع؛ لأنّ المجتمع من حولي يفرض عليّ ذلك. أما بالنسبة لملابسي أمام البنات والنساء فلا أضع لها حدوداً، فالوسط النسائي مليء بالجرأة وحب الموضة، أما لو خرجت لبلد أجنبي وبيئة مختلفة؛ لا ينظر فيها المجتمع للمرأة على أنها عارية فأعتقد أنني سأكون أكثر جرأة في اختيار ملابسي حتى في الشارع».
أما دانة راتب 18 سنة فقالت: «أنا فتاة غير محجبة، لا أرتدي الحجاب ولا الملابس الشرعية في الشارع، إلا أنني ألتزم بما تربيت عليه من الأخلاق والأدب، فمن الممكن أن أرتدي البنطال أمام الرجال على ألا يكون مفصلاً لجسدي، وأرتدي البلوزات والقمصان على ألا تكون تظهر كامل يديَّ، أما عن ملابسي أمام الفتيات فأعتبرها أيضاً عادية بحدود الأدب، فمن الممكن أن أرتدي تنورة قصيرة غير مبالغ في قصرها، وبلوزة بدون أكمام بدون مبالغة».
بينما يارا هاني 16 سنة تقول: «كوني فتاة محجبة فأنا ألتزم بحجابي اتباعاً لأمر ربي، أما في تجمعات الفتيات، وبحضور الأمهات فلا أرتدي تنانير أقصر من الركبة، ولا بلوزات أقصر من نصف كم مهما كانت المناسبة».
هبة محمود (20 سنة) قالت: «طوال فترة تواجدي في المملكة على الرغم من أنني لا أضع الحجاب في الشارع، إلا أنه لا يمكنني خلع عباءتي؛ اقتداءً بالسيدات من حولي، وأعتبر أنّ نظرة المجتمع لي مهمة جداً، فحتى لو سافرت للخارج فلن أختار سوى الملابس التي تناسب تربيتي ومجتمعي الأصلي، أرتدي البنطال بحرية والتيشيرت أيضاً، مع بعض التجاوزات عند لقاء البنات دون الخروج عن المألوف».
بينما قالت لين عبّارة (16 سنة): «ليس هناك قيود على ملابسي، فكوني فتاة واعية وكبيرة أعرف ما الذي يناسبني، وما الذي يناسب البيئة المحيطة بي، لا أمانع من ارتداء البنطال في الشارع مع تيشيرت نصف كم، كما أرتدي ما يحلو لي أمام صديقاتي، فجميعنا بنات ولا أجد حرجاً في ذلك».
أما روان أبو صفير (17 سنة) فتقول: «لا أزال صغيرة، وأعتقد أنّ جميع الملابس تليق بي، وأرتدي ما يحلو لي أمام صديقاتي وقريباتي، أما في الشارع فأرتدي العباءة؛ اتباعاً لقوانين المجتمع ولا أضع الحجاب، لكنني لا أجده أمراً صعباً، وربما أضع الحجاب في يوم من الأيام».
الرأي الاجتماعي
يرى المستشار والباحث الاجتماعي خالد البيشي أنّ المجتمع العربي بشكل عام، والسعودي بشكل خاص يقيد الفتيات بقيود غير صحيحة، ويقول: «يفرض المجتمع على الفتاة ما يجب أن تختاره بكامل حريتها، فالحرية هي أساس الإنسانية والبشرية، وكل إنسان يولد حراً من بطن أمه ذكراً كان أم أنثى، كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟»، فالتشدد الاجتماعي والديني بطريقة إجبارية يولد الانفجار، والانحراف السلوكي، فالفتاة بطبيعتها تخاف على نفسها، وفي حال تم تخوينها ستكون ردة فعلها عكسية تؤذي نفسها؛ لتغيظ من يخونها ورقتها، وطبيعتها تحتاج للحصول على مساحة من الحرية، والشعور باحترام رأيها وحسن الظن بها، وتربيتها في بيئة منزلية سليمة تجعل منها فتاة مسؤولة عن مراقبة نفسها، وبذلك تلزم نفسها بفعل ما يجعلها قادرة على احترام نفسها، ويجبر الآخرين على احترامها، وفي المقابل سيكون لها الشاب أخاً، وأباً يحترمها، ويخاف عليها ولا ينظر لها نظرة سيئة»
إقرإي أيضا مواضيع أخرى عن نصائح لك و لعائلتك
Put the internet to work for you.
0 تعليقات:
إرسال تعليق