الاثنين، 23 فبراير 2015

التداوي بلسعات سم النحل في المغرب

أمراض خطيرة (السيدا.. الايدز.. السكري.. السرطان.. الفشل الكلوي.. الروماتيزم.. قرحة المعدة والهربس… الخ). وعلاجات غريبة (لسعات النحل وسمه وشمع بروبليس واللبخة والطلاء والنحل الميت والغذاء الملكي و…الخ). تلكم مفردات التداوي في عيادة نموذجية بالبيضاء تلقى إقبالا متزايدا ويتحدث روادها عن نجاحات حقيقية ومعجزات لم يتوقعها أحد.

كان القلق باديا على محياها الذي استحالت سمرته إلى اصفرار وفي اضطراب شفتيها وهي تبوح بنوع المرض الذي جاءت تطلب علاجا منه، أنا مريضة وأخجل من الكشف عن هذا المرض فهو مرض جنسي.

وتقول عائشة، البالغة من العمر 37 سنة، قبل ان تجرؤ على سؤال الممرضة: هل تستطيع لسعات النحل أن تداوي المرض الذي اشكو منه؟.

حركت الأخيرة رأسها إيجابا في وجه المريضة وبدت كأنها كانت تقرأ الألم الواضح من خلال عينيها الجامدتين مطمئنة إياها أن الدكتور العلوي له القدرة على معالجة كافة الأمراض المستعصية بما فيها مرض الهربس الذي تعانيه.

صمتت قليلاً ثم أضافت: أنا شمالية وساكنة مع والدي في خريبكة، لم أترك طبيباً، ونصحني بعض الناس أن أقصد الدكتور العلوي لأتداوى عنده بلسعات النحل.

ثم أردفت قائلة شعرت بدوامة تلف كياني لحظة اكتشاف اصابتي بمرض أقعدني أرضاً وشل حركتي بعد أن دمر كرياتي البيضاء وجهاز مناعتي لما يزيد على سنتين.

لسعات النحل تهون أمام هول المرض

لم تكن لعائشة الجرأة الكافية على كشف طبيعة مرضها لأخويها القاطنين بطنجة، إذ انها خشيت أن تفسر الأمور خطأ، وكانت متأكدة أنهما سيعتقدان أنها مارست الجنس مع شخص ما وهو الذي عداها بهذا المرض. لكن فقر الحال وقهر الزمان جعلاها تقر لهما بحقيقة الأمر.

قال لي الطبيب هذا المرض أصابني في حمام عمومي.

بهذه العبارات حاولت عائشة أن تبرر لأخويها أسباب إصابتها وأن تستجدي عطفهما ومبلغاً شهريا قدره 3500 درهم من أجل تغطية مصاريف العلاج المرهقة. كان التشاؤم بالنسبة إليها يعني هزيمة. لذلك قررت أن تسلك طريقاً آخر في العلاج علها تجد ضالتها في عيادة الدكتور العلوي.

سم النحل، شمع بروبليس، شربة عسل، قريس النحل، ريجيم غذائي، نحل ميت، لبخة أو طلاء…الخ. مصطلحات كادت تفقد معناها في فكر المرضى الوافدين إلى العيادة، التي كانت تضج بالحركة كما لوكانت عش نحل حقيقي، لا حديث فيها إلا عن المرض والدواء والطبيب المداوي.

أفواج من المرضى تحفل بهم الأبهاء والممرات الرابطة بين قاعة الانتظار وغرفة الحجامة ومكتب الطبيب الذي كان بابه شبه مفتوح.

جلست عائشة إلى جانب رجل عجوز كان يجهد نفسه في مواراة ما يسكنه من ألم الروماتيزم، لم تتحدث إليه، لكنها ظلت تراقب حركاته وهو يحكي للحاضرين معاناته مع المرض وفوائد التداوي بالنحل، عيناه الطافحتان بالأمل أضاءا وجه عائشة فتحول إلى وردة ندية بعد أن كان مختفياً وراء صفرة باهتة.

اللهم إلا لسعات النحل ولا تحمل خسائر عقاقير وأدوية في المصحات والمستشفيات ومن دون فائدة. يقول العجوز الذي اكتسى صوته قوة وهو يعبر عن موقفه من التداوي بالنحل.

كانت عائشة تنصت باهتمام كبير للعجوز قبل أن تقرر الخروج عن صمتها بعد أن شعرت أنها محايدة في موضوع يهمها بالدرجة الأولى لتقول: عالله أعمي الحاج (قاصدة العجوز)، أن أتداوى من هذا المرض وبحلاوتك، عالله يجيب الله الشفاء على يدين الدكتور العلوي.

عالم النحل

في عيادة تقع بحي المعاريف في الدار البيضاء، يستقبل الدكتور حكيم العابد العلوي، يومياً، عشرات المرضى المكلومين، أغلبهم كان قادما من مدن الشمال والجنوب.

ويقول العلوي إن عائشة ستشفى، بإذن الله، من الهربس رغم أنه مرض نادر. وكشف أنه نجح في معالجة مرضى مصابين بداء السيدا، معلناً أن الأبحاث المعمقة التي أجراها في مختبرات فرنسا، منذ بداية الثمانينات، جعلته يقتحم ما أسماه عالم النحلة، ومكنته من التوصل إلى طرق وصفها بالفعالة في علاج كافة الأمراض المستعصية، من خلال استعمال العسل الحر والريجيم الغذائي (شربة عسل) ولسعات النحل و الزيوت الأساسية لبعض النباتات، بدل تناول الأدوية ومضادات الأجسام والمداومة على أخذ الحقن.

فتح الدكتور حكيم عابد العلوي عيادته، بداية الألفية الثالثة، ومن حيث لم يكن يتوقع، لقيت فكرة التداوي بالنحل إقبالاً كبيراً من قبل مرضى مصابين بفشل كلوي أو انزلاق غضروفي أو قرحة معدة أو أمراض جلدية أو صداع الرأس أو آلام لوزتين أو نزيف دموي أو عقم أو عجز جنسي أو أمراض أخرى.

عيادته كانت أشبه بسوق شعبي يضج بالحركة، نساء ورجال وشيوخ وأطفال، نظراتهم تحمل الكثير من الأسى والوهن وعيونهم تضج بالرغبة في التداوي والشفاء من أمراض لم ينفع معها دواء الأطباء الاختصاصيين، بعضهم قدم بعد أن فقد الأمل في العلاج والبعض الآخر نصحه طبيبه بزيارة الدكتور العلوي والمداومة على حصص التداوي بالنحل. صرامة عضلات وجهه الأشقر وهو يتحدث، بكل ثقة، عن نجاحاته في علاج أمراض خطيرة، كانت وراء ذيوع صيته في ظرف زمني وجيز، واعتماده على مواد طبيعية وعدم ارتفاع تكلفة العلاج شجعت العديد من المرضى على خوض غمار تجربة التداوي بالنحل بدل اللجوء إلى الفقهاء والعشابة، على حد تعبير أحدهم.

زينب والمعجزة

الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله بنتي زينب شفيت.

صوت حاد قاطع أحاديث الموجودين داخل قاعة الانتظار الذين تاهت عيونهم في نظرات مستسلمة إلى سيدة تبدو عليها ملامح الفقر والخصاصة. لكن روحها المتأججة بالرضا والاطمئنان والسعادة بشفاء ابنتها انتزعت من الحاضرين ابتسامات مسحت، لبعض الوقت، الأحزان التي تسربت إلى دواخلهم المتوجعة.

دخلت ماريا (في الثلاثينات من عمرها) قاعة الانتظار اقتربت ثم ابتعدت قبل ان تقطب حاجبيها وهي تتكلم بصوت خافت : الحمد لله لسعات النحل أعطت نتيجتها لم أكن أتصور أن ابنتي ستعاود الحركة بعدما كانت مشلولة. دمعتان حارتان اغرورقت بهما عينا ماريا، اختلط الكحل فيهما بدموع الفرحة حتى أصبحتا مثقلتين بالسواد. صمتت قليلاً كأنها كانت تستعيد بداية فكرة كادت تفلت منها ثم استدارت نحو الممرضة كما لو أمسكت برأس الخيط وقالت: ولدت ابنتي زينب بعملية قيصرية ولم يصلها الأوكسجين بالشكل الكافي للرأس، ولهذا السبب ولدت مشلولة.

وراحت تشرح معاناتها قائلة: ترددت كثيرا على أطباء اختصاصيين أجمعوا أنه لا أمل في شفاء زينب، لكني لم أفقد القدرة على المقاومة وكنت متأكدة أن الله تعالى غادي يشافيها.

قالت ماريا إن الدنيا غامت في عينيها بعد أن اكتشفت مرض ابنتها وإن حالتها لم تسؤ من قبل كما ساءت لحظتها، وكشفت أن ملامح المرأة المرحة اختفت لتحل محلها ملامح سيدة عجوز أضناها التعب وأرهق وجهها شقاء التفكير في مستقبل الابنة.

وأقرت أنها ترددت، بداية، في مداواة فلذة كبدها بالنحل، بسبب ما كان يشاع على أن اللسع بالنحل قد يعرض حياة الفرد للخطر، لكن سرعان ما تسلحت بشجاعتها وطردت التردد والحيرة لتزور، قبل 6 أشهر، الدكتور العلوي في عيادته، وتداوم على حصص العلاج بالمواد الطبيعية المكونة من العسل وبعض المقطرات إضافة إلى اللسع بالنحل، واصفة شفاء ابنتها بالمعجزة. ويقول الدكتور العلوي، الحاصل على دبلوم الدراسات المعمقة بتولوز في فرنسا إذا كان 15 في المائة من المغاربة مرضى فإن الأصل أن يحاول الأصحاء منهم الحفاظ على سلامتهم من خلال تناول مواد وقائية تحميهم من الأمراض.

ويضيف قائلا: بعد الأبحاث المكثفة التي أجريناها في فرنسا توصلنا إلى أن تناول العسل مع قليل من الماء لمدة 3 أشهر، من شأنه ضمان تغذية كاملة لجسم الإنسان، كما وجدنا أن اللسع بالنحل يساعد على العلاج من داء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) وتشبيب البشرة والعلاج من أمراض السكري والسرطان والحروق والتهاب السحايا والروماتيزم والفشل الكلوي و…الخ.

وهناك اكثر من 200 ألف حالة مستعصية عالجها الدكتور عابد العلوي، ويقول ان هناك اكثر من مليوني مغربي عولجوا بلسعات النحل التي أعطت نتائج وصفها بالجيدة وغير المتوقعة. وحسب الطبيب ذاته فإنه ثبت، علمياً، أن عسل الدغموس صالح لعلاج داء السرطان بشتى أنواعه.

ويقول العلوي: حسب ما صرح لي به النحّالة، فإن الإقبال على عسل الدغموس شهد ارتفاعا ملحوظا نتيجة حملات التوعية التي قمنا بها في مختلف المدن المغربية.

ويقوم الدكتور العلوي بفحص مجاني للمريض ويصف له أدوية ويحدد له عدد ومكان اللسعات التي يتعين عليه أخذها إضافة إلى برنامج علاجي يومي يقي جسم الإنسان من أمراض معدية.

ويتكون هذا البرنامج، حسب الدكتور العلوي، من 6 وصفات ينصح مرضاه بالمداومة عليها. الوصفة الأولى تتكون من كأس كبيرة من الماء (مغلي ومصفى) تضاف إليها ملعقة كبيرة من العسل ممزوج بملعقة كبيرة من الغذاء الملكي (غذاء ملكة النحل) وأخرى من حبوب اللقاح أو نصف ملعقة صغيرة من عشبة الحياة إضافة إلى ثلاث قطرات من زيت السانوج وعصير بصلة واحدة حمراء، تؤخذ في أوقات يحددها العلوي حسب طبيعة المرض.

أما الوصفة الثانية فتتمثل في شرب الماء (مغلي ومصفى) دافئا في ظرف ربع ساعة، في الحادية عشرة صباحاً والخامسة عصراً من كل يوم.

كما ينصح العلوي مرضاه بتناول وصفة ثالثة تتكون من ثلاث ملاعق كبيرة من زيت الزيتون وعصير الليمون البلدي أو خل التفاح والعسل الحر.

اما اللبخة أو الطلاء، فهي وصفة رابعة ينصح بها العلوي مرضاه، وهي تتكون من بصلة مشوية وقليل من الحلبة وزيت الزيتون والمعدنوس والنحل الميت والعسل وحبوب اللقاح.

ويتكون البرنامج الغذائي اليومي أيضاً من وصفة للدهن تتكون مقاديرها من ملعقتين كبيرتين من زيت الزيتون تضاف إليهما ملعقة كبيرة من زيت الحبة السوداء، تفاديا للإصابة بالزكام المرتبط بالرأس أو العمود الفقري أو المفاصل. وينصح الدكتور العلوي مرضاه باستهلاك الأطعمة الطبيعية الخالية من المواد الكيماوية كالخضر الطرية (البصل والثوم والجزر و…الخ) والسمك المشوي (السردين) والخبز البلدي وحساء الشعير.

كما يحذرهم من تناول المعلبات والملونات والمشروبات الغازية والملح والسكر والمقليات والنقانق.

وحسب العلوي، فإن اتباع هذا البرنامج الغذائي اليومي، يعد نظاما غذائيا وصفه بالمثالي، من شأنه وقاية الجسم من أمراض خطيرة. وحسبه، فإن صحتنا توجد في كل ما هو طبيعي، إذ يكفي أن نتأمل في ما يزخر به المغرب من مواد طبيعية لنعثر لكل داء على دواء.

– See more at: http://ift.tt/1AB9gwl

The post التداوي بلسعات سم النحل في المغرب appeared first on جريدتك - jaridatoka.


إقرإي أيضا مواضيع أخرى عن الصحة : كيفية العناية بصحتك أو نصائح لك و لعائلتك

IFTTT

Put the internet to work for you.

Delete or edit this Recipe

أظهرواْ إعجابكم بالموضوع:


شاركونا بآرائكم و ملاحظاتكم وأسئلتكم:


شاركواْ الموضوع على:

0 تعليقات:

إرسال تعليق

قناة جمالك جمال

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More