تتضمن تظاهرات المرض التقرحي الهضمي الألم والإقياء، وفقد الدم المعدي المعوي الحاد والمزمن ونسبة الحدوث العائلية المرتفعة، ويحدث التهاب المعدة المبدئي العائد ال H.pylori بصورة روتينية جنباً إلى جنب مع التقرحات الهضمية المبدئية. يعثر على قرحة فعلاً بالاستقصاء عند 15% فقط من الكبار الذين يعانون من أعراض للتخمة (عسر الهضم) التي يعتقد أنها متوافقة مع المرض التقرحي ويوحي الترافق بين كثرة توارد الألم البطني وندرة المرض التقرحي بانطباق القاعدة نفسها على الأطفال.
تتجلى التظاهرات السريرية في الشهر الأول من الحياة بالنزيف المعدي المعوي، أما عند الأطفال في سن ما قبل المدرسة فالأغلب ظهور الألم التالي للطعام حول السرة ويبقى الإقياء والنزف أمرين شائعي الحدوث. تشابه المظاهر السريرية للمرض التقرحي بعد عمر ال 6سنوات تلك الموجودة عند الكبار وتتضمن الألم البطني وفقد الدم بشكل حاد أو مزمن بالطريق المعدي المعوي والتي تؤدي غالباً لفقر الدم بعوز الحديد، يوصف الألم على أنه على شكل وجع دون أن يكون حارقاً أو حاداً، وقد يستمر من دقائق إلى ساعات، وكثيراً ما يعاني المرضى من فترات تفاقم وهجوع تستمر من عدة أسابيع إلى أشهر، والألم الليلي أمر شائع. ويلحظ أن وجود قصة ألم نموذجي تقرحي مع الراحة أثر تناول مضادات الحموضة لا يتعدى ال 33% من الحالات. في حالات نادرة وعند المرضى الذين يعانون من فقد الدم بصورة حادة أو مزمنة قد يؤدي الانثقاب في القرحة ضمن التجويف البطني أو الأعضاء المجاورة إلى تدهور الحالة وقد يحدث الإنسداد المعوي الحاد أو المزمن في حال وجود درجة شديدة من الالتهاب.
التشخيص:
يعتبر التنطير الداخلي للجهاز المعدي المعوي العلوي الوسيلة الأكثر نفعا في البحث عن المرض التقرحي أو التهاب المعدة عند الأطفال. وبينت إحدى الدراسات، أن الوجبة الوحيدة من الباريوم المحدث للتباين قد مكنت من وضع اليد على واحدة من سبع قرحات اثنى عشرية أثبت التنظير الداخلي وجودها، وعند الأطفال يدفع استخدام هذه الطريقة إلى الإفراط في تشخيص القرحة الهضمية، ويمكن استخدام المادة المحدثة للتباين بصورة مضاعفة لإعطاء نتائج أفضل لكنها تزيد التعرض للأشعة وتغفل وجود 55% من القرحات المعدية و 30% من القرحات الاثنى عشرية. ومن الشائع حدوث التهاب المعدة في المخاطية التي تبدو طبيعية أثناء التنظير، مما يجعل أخذ الخزعات أمرا ضروريا. ولا يمكن وضع تشخيص التقرحات السطحية إلا وقت التنظير فقط والذي يمكن اللجوء إليه أيضا لضبط النزف وقت وضع التشخيص. تسمح الصور الشعاعية البسيطة بتشخيص حدوث الانثقاب في القرحات الحادة وعندما لا يمكن في حالة النزف للقرحات غسل المعدة بشكل كاف لإجراء التنظير، يمكن لتصوير الأوعية أن يحدد مكان النزف ويسمح بحقن القابضات الوعائية أو العوامل المحدثة للتخثر لضبط ذلك النزف.
المعالجة:
يتجلى هدف المعالجة بتسريع شفاء القرحة وتحقيق الراحة من الألم ومنع حدوث الالتهابات، ويوجه الاهتمام في حال وجود النزيف وفقر الدم تجاه معالجتها أولا، وفي حالات النزف المتكرر أو المستمر حيث يكون بالإمكان غسل المعدة بصورة كافية لإجراء التنظير الداخلي ويمكن إيقاف النزف بالكي الحراري اوالتخثير الكهربائي ويمكن لذلك الإجراء أيضا أن يقلل فرصة تكرر النزف.
هنالك فرصة لرجوع القرحات المبدئية بصورة مرتفعة على الرغم من قدرة مضادات الحموضة على تحقيق الشفاء فيها، وذلك ما لم يتم علاج التهاب المعدة بجرثومة المعدة المرافق بصورة فعالة. ويتم اللجوء لكبت إفراز الحمض في كل البرامج العلاجية، وهكذا تدفع المباشرة باستئصال ال H.pylori لبدء شفاء القرحة وللراحة من الألم نادرا ما تستدعي الحالة ضرورة الحل الجراحي، وهو مستطب عند المرضى المصابين بالانثقاب والنزف المزمن وفقد أكثر من 30% من حجم الدم في غضون 48ساعة من النزف الذي لا يمكن ضبطه أو الانسداد المعدي الذي لا يتحسن بعد 72ساعة.
The post تشخيص قرحة المعدة عند الأطفال appeared first on جريدتك - jaridatoka.
إقرإي أيضا مواضيع أخرى عن الصحة : كيفية العناية بصحتك أو نصائح لك و لعائلتك
Put the internet to work for you.
0 تعليقات:
إرسال تعليق